23 يونيو 2025 11:50 26 ذو الحجة 1446
النهار

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير أسامة شرشر

  • بنك مصر
29.4 مليار دولار تحويلات المصـريين العاملين بالخارج خلال الشهور العشرة الأولى من السنة المالية 2024/2025ضبط المتهم بالنصب والإحتيال على المواطنين بشبرا الخيمةرئيس جامعة الأزهر يختتم زيارته لإندونيسيا بزيارة معهد وجامعة دار السلام كونتورجامعة حلوان ضمن أفضل الجامعات العالمية فى تصنيف «QS» العالمي لعام 2025هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة الخارجية السنوية لشهادة الايزو ٩٠٠١وكيل ”صحة البحيرة” يفاجئ وحدة طب أسرة الشهداء بوادى النطرون ويحيل المقصرين للتحقيقمؤتمر نقابة الصيادلة بالمنوفية يرفع شعار انطلاقة وطنية نحو التميز الصيدلي والتحول المؤسسي الذكيد. عبد الرحمن شمس: أفضل دكتور عيون في مصر لعلاج جفاف العين بطرق حديثة وفعّالةما هي فيزا شنغن وما خطوات الحصول عليها؟ريال مدريد بـ 10 لاعبين يهزم باتشوكا ويطيح به من المونديالجامعة المنصورة الجديدة تستقبل لجنة من الأعلى للجامعات لتجديد اعتماد مركز التدريب على تكنولوجيا المعلوماتوكيل الطب العلاجي بالدقهلية يؤكد رفع كفاءة المستشفيات وتشغيل الأجهزة الحيوية
فن

نجيب الريحاني: في ذكرى وفاته... كيف أثبت أن الفن لا يموت أبدًا؟

نجيب الريحاني
نجيب الريحاني

تحل اليوم ذكرى وفاة رائد الكوميديا العربية، الفنان الكبير نجيب الريحاني، الذي غادر دنيانا في 8 يونيو 1949، لكن ظله لا يزال حاضرًا، وأعماله تواصل العيش بيننا، ضاحكة تارة، وباكية تارة أخرى. ففي زمن لا يُنصف الكثير من المبدعين، يبقى الريحاني حالة فنية نادرة، أكّدت بما لا يدع مجالاً للشك أن الفن الحقيقي لا يموت أبدًا.

من باب الشعرية إلى قلوب الملايين

وُلد نجيب إلياس ريحانة في حي باب الشعرية بالقاهرة، لأب عراقي وأم مصرية، في عام 1889. عُرف عنه منذ صغره عشقه للفن، ورغم عمله في وظائف تقليدية، لم يتخلَّ عن حلمه. في وقت كان المسرح فيه يعاني من الارتجال والسطحية، جاء الريحاني ليصنع ثورة في فن الكوميديا، مقدّمًا شخصيات من لحم ودم، تُشبه المواطن البسيط، وتُعبّر عن آلامه وتضحكاته.

كوميديا بطعم الوعي

أسس الريحاني فرقة مسرحية رائدة بالاشتراك مع الكاتب بديع خيري، وقدما سويًا أعمالًا لا تزال محفوظة في ذاكرة المسرح العربي مثل كشكش بيه، حسن ومرقص وكوهين، والدنيا على كف عفريت. كان أسلوبه في الكوميديا يقوم على النقد الاجتماعي اللاذع المغلف بالسخرية الذكية، بعيدًا عن الابتذال.

لقد كان أول من آمن بأن الضحك الحقيقي لا يأتي من "النكتة"، بل من وجع حقيقي يُعرض بصدق فني.

السينما تحتفظ بروحه

برغم قصر رحلته السينمائية، ترك لنا نجيب الريحاني أعمالًا خالدة، على رأسها فيلم غزل البنات، الذي توفي قبل أن يُعرض في دور السينما. ما زال مشهده الشهير مع ليلى مراد وموسيقاه مع عبد الوهاب، يُبكينا ويضحكنا في آن. إنها مشاهد تُعيدنا للزمن الجميل، وتؤكد أن الريحاني كان فنانًا يسبق عصره.

"أنا مش كافر... بس الجوع كافر"

هذه العبارة التي نطق بها في أحد أعماله، تلخص فلسفة نجيب الريحاني. لم يكن يطمح للشهرة أو الثراء، بل أراد أن يُغيّر شيئًا في وعي الناس. أن يجعل من المسرح منصة للكرامة، ومن السينما مرآة للناس.

رسالة خالدة عبر الأجيال

ما يميّز نجيب الريحاني أنه ظل حيًا في وجدان الناس رغم وفاته قبل أكثر من 75 عامًا. فالأجيال الجديدة لا تزال تضحك على كلماته، وتتعلم من فنه. وقد صار "كشكش بيه" و"أبو حلموس" جزءًا من ذاكرتنا الجماعية، تمامًا كما صار هو نموذجًا للفنان الأصيل، الذي خُلِّد بفنه لا بأضوائه.

الفن لا يموت

نجيب الريحاني لم يكن مجرد فنان، بل كان مدرسة. علمنا أن الضحك يمكن أن يكون مقاومة، وأن الفن الحقيقي هو الذي يعبر عن الناس، ويعيش معهم. وفي ذكرى وفاته، نرفع له القبعة، ونهمس له بصوت كل محبيه:

"أنت لم تمت يا نجيب بل حي في كل ضحكة صادقة، وكل مشهد خالد، وكل فنان صادق."

البنك الأهلي المصري