البحر يعيد مريم جثة هامدة.. مأساة تهز تونس وتُشعل السوشيال ميديا


في مشهد مأساوي خيم عليه الحزن والذهول، استعاد البحر جثمان الطفلة التونسية "مريم"، ذات الأعوام الثلاثة، بعد يومين من اختفائها المفاجئ في عرض البحر، خلال رحلة عائلية على شاطئ قليبية شمال شرقي تونس.
بداية القصة.. من الفرح إلى الفقد
كانت عائلة مريم قد قدمت من فرنسا لقضاء عطلة الصيف على شاطئ قليبية، وفي لحظة كان يفترض أن تكون مليئة بالبهجة والضحكات، كانت الطفلة الصغيرة تلهو فوق عوامة مطاطية، قبل أن تبتلعها الأمواج دون أن تلاحظ والدتها ابتعادها. دقائق قليلة كانت كفيلة بتحويل لحظة سعادة إلى كارثة، لم يُعثر بعدها على أثر للطفلة رغم الجهود المكثفة التي بدأت فوراً بعد الحادثة.
جهود بحث مكثفة.. لكن الأمل خاب
سارعت قوات الحماية المدنية، بالتنسيق مع وحدات الحرس البحري والجيش، إلى تنفيذ عمليات تمشيط واسعة باستخدام زوارق الإنقاذ، والغواصين، والطائرات المسيرة، إضافة إلى متطوعين من المواطنين، وعلى مدار يومين، لم تتوقف محاولات البحث التي امتدت على طول الشريط الساحلي بين قليبية ومنزل تميم.
نهاية مؤلمة.. البحر يعيد الصغيرة بلا نبض
في مساء الإثنين 30 يونيو 2025، وبعد يومين من الغياب، لفظ البحر جثة مريم على بعد نحو 25 كيلومترا من موقع اختفائها، وتحديدا قبالة سواحل مدينة بني خيار، تم انتشال الجثة ونقلها إلى مستشفى الطاهر المعبوري بنابل لإتمام الإجراءات القانونية، فيما خيم الصمت الثقيل على المدينة وقلوب التونسيين.
تفاعل واسع وتحذيرات متجددة
أثار الحادث موجة عارمة من الحزن على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر كثيرون عن تعاطفهم مع العائلة المنكوبة، وتحولت قصة مريم إلى رمز للفقد المفاجئ، والندم المتأخر، كما طالب عدد كبير من المواطنين بضرورة تعزيز إجراءات السلامة على الشواطئ، وفرض رقابة صارمة خاصة في المواسم السياحية، مع التركيز على حماية الأطفال.