حريق سنترال رمسيس يُشعل الأسئلة: كيف تحترق غرفة الاتصالات الرئيسية دون إنذار؟


خدمات تتوقف، والبرلمان يطالب بالحساب: «ما حدث كارثة رقمية»
عصر الاثنين، لم تكن القاهرة على موعد مع زحامها المعتاد فقط، بل مع واحدة من أخطر حرائقها التقنية. في لحظات، اخترق دخان كثيف سماء منطقة رمسيس، وانقلب الهدوء المفترض إلى حالة من الذعر، بعدما اشتعلت النيران داخل واحد من أبرز المباني التابعة للبنية التحتية الرقمية في البلاد: سنترال رمسيس التابع للشركة المصرية للاتصالات.
غرفة التحكم الرئيسية تحوّلت إلى كتلة لهب في دقائق، ما تسبّب في شلل شبه تام بخدمات الإنترنت والمكالمات الهاتفية والمعاملات المصرفية في أجزاء متفرقة من العاصمة.
اقرأ أيضاً
عاجل.. انبعاث دخان من قطار في محطة قويسنا بالمنوفية
ايهاب سعيد: حريق سنترال رمسيس بداية انطلاقة جديدة لتعزيز البنية التحتية الرقمية
وليد حجاج: انقطاع الإنترنت والاتصالات وضع المصريين في عزلة رقمية لساعات
مفتي الجمهورية ينعى شهداء حريق سنترال رمسيس
تركيب ٤ كبائن جديدة أمام سنترال« رمسيس »وربطها بالسنترالات المجاورة لسرعة عودة الخدمة.
رجعنا للسبعينات.. تعليق مثير لمحافظ البنك المركزي الأسبق عن انقطاع الاتصالات والانترنت
«اتصالات النواب»: توجه بإعادة هيكلة إجراءات السلامة داخل السنترالات الحيوية
وزير الاتصالات يكشف تفاصيل حريق سنترال رمسيس: الحريق بدأ في غرفة الخوادم.. والخدمة لم تتوقف كليًا
بعد حريق سنترال رمسيس.. الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات: عودة خدمات الاتصالات بشكل تدريجي خلال 24 ساعة.
وزير الاتصالات أمام البرلمان: تأثر الخدمة بحريق سنترال رمسيس دون توقف كامل
وزير الاتصالات يحضر اجتماع لجنة الاتصالات استجابةً لاستدعاء البرلمان بشأن حريق سنترال رمسيس
مصطفى بكري يطالب بمحاسبة المسؤولين عن كارثة حريق سنترال رمسيس
مشهد الحريق كان صادمًا:
تصاعدت أعمدة الدخان من الطابق العلوي، وتدافعت سيارات الإطفاء إلى الموقع وسط حالة استنفار شاملة. أصوات انفجارات متتابعة دوّت في المكان، يُرجّح أنها ناتجة عن احتراق كابلات فايبر ووحدات كهرباء، بينما غطت سحابة سوداء كثيفة سماء القاهرة من جهة رمسيس. الهلع دبّ بين المارة، وأُجلي موظفون وسكان من المباني المجاورة، فيما بَدا أن وسط العاصمة على حافة انقطاع رقمي واسع
لم تمر سوى دقائق على اندلاع الحريق، حتى بدأت شبكات الإنترنت تهتز. وسجّلت منصة NetBlocks الدولية للرقابة على الإنترنت، تراجعًا حادًا في أداء الشبكة المصرية، وصل إلى 62٪ مقارنة بالمعدل الطبيعي.
وشمل التأثير:
انقطاع الإنترنت الأرضي والمحمول في مناطق واسعة من القاهرة الكبرى.
تعطل أنظمة البنوك ومراكز الدفع الإلكتروني.
توقف خدمات التراسل والاتصالات الصوتية لبعض شركات المحمول.
تأثر غرف التداول في البورصة المصرية، التي اضطرت لتعليق التعامل لفترة وجيزة.
يقول محمد مجدي، موظف في شركة خاصة بالعباسية: “في لحظة واحدة، كل حاجة وقفت. أجهزة الكمبيوتر باظت، مش قادرين نبعت إيميلات، مفيش اتصال داخلي. وكل ده عشان غرفة واحدة اتحرقت؟!”.
الخطر الحقيقي: هل نحن آمنون رقميًا؟
ما كشفه هذا الحادث يتجاوز الحريق ذاته، إلى السؤال الأخطر: هل تمتلك مصر بنية رقمية محمية حقًا؟ وهل يتم تخزين البيانات في أكثر من مركز تحسّبًا للطوارئ؟
النهاية مفتوحة.. والخطر مستمر
بعد إخماد النيران، وإغلاق الملف إعلاميًا، لكن الأسئلة الكبرى لا تزال مشتعلة: من سيُحاسب؟
في زمن يعتمد كل شيء فيه على الشبكة، لا مكان للأخطاء الصغيرة. لأن «ماس كهربائي» في غرفة واحدة… قد يُطفئ دولة كاملة.