وفاة استاذة علم الجمال بجامعة القاهرة الدكتورة أميرة حلمي مطر


رحلت عن عالمنا أمس الدكتورة أميرة حلمي مطر، أستاذة الفلسفة بجامعة القاهرة، وإحدى رائدات الفكر الفلسفي العربي المعاصر، التي كرّست حياتها للعلم والتدريس والبحث الفلسفي. ساهمت الراحلة في إغناء الفكر العربي بدراسات عميقة في الفلسفة اليونانية وعلم الجمال. لم تكن دكتورة أميرة مجرد أكاديمية بارعة، بل كانت شاهدة على مسيرة تحوّل الفكر العربي الحديث، ومساهمة في تفعيل العقلانية النقدية.
مسيرتها الأكاديمية
ولدت الدكتورة أميرة حلمي مطر بمدينة القاهرة عام 1930، حيث تنتمي لأسرة عريقة تمتد جزورها العلمية. فقد كان والدها من أوائل المهندسين في مجال الهندسة الكيميائيّة حاصلاً على شهادة الدكتوراه من جامعة مانشستر بإنجلترا. التحقتْ بآداب القاهرة في العام 1948 وتخرّجت الأولى على دفعتها بحصولها على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة عام 1952، تم تعينها معيدة مُعيدة بنفس القسم عام 1955 نتيجة تفوّقها وتخصّصت في الفلسفة اليونانيّة وعلم الجمال، حيث أرادت أن تُتابع دراستها في مجال آخر فاختارتْ دراسة العلوم السياسيّة وحصلت على دبلوم الماجستير في العلوم السياسيّة.
اقرأ أيضاً
بعنوان “حد شافنا”.. إيهاب توفيق يطرح أحدث أعماله الغنائية اليوم
دفن القمص بطرس الجبلاوي في بورسعيد بعد نقل جثمانه من أمريكا.. ورموز المدينة ينعونه كبطل وطني
السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيًّا داخل ماسورة مياه بالمحلة بعد 8 سنوات من اختفائه
في معرض الفيوم للكتاب.. الفنان عزت زين يستعيد ذكرياته ويتحدث عن الجذور وصوت للمسرح الفيومي
وزير الخارجية يتلقى اتصالًا هاتفيًا من وزير خارجية فنزويلا
أمام تمثال ”سيمون بوليفار” وبحضور سفراء أمريكا اللاتينية.. سفارة فنزويلا تحتفل بذكرى الاستقلال
زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من البنوك إلى 500 ألف جنيه
المركزي: زيادة الحد الأقصى اليومي لعمليات السحب النقدي من البنوك لـ500 ألف جنيه
كل ما تريد معرفته عن البرامج الدراسية بكلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان
نخبة من الأكاديميين والفنانين المتخصصين.. المسرح الدولي للأقسام والمعاهد المتخصصة يعلن اللجنة العليا لدورته ال 18
على خلفية اتهام مها الصغير بسرقة لوحة فنية.. ”الأعلى للإعلام” يستدعي مسؤول قناة ON E
شاهد.. مها الصغير تعتذر بعد واقعة سرقة لوحة الفنانة الدنماركية
بعد حصولها على شهادة الدكتوراه واصلت عطاءها العلمي بقسم الفلسفة في جامعة القاهرة وحصلت على الأستاذيّة في السبعينات من القرن الماضي. تولّت رئاسة قسم الفلسفة لفترات متعدّدة وأشرفت على العديد من الرسائل الجامعيّة وحصلتْ على جوائز الدولة التشجيعيّة والتفوّق وعلى وسام الامتياز من الدرجة الأولى لمجموع أعمالها العلميّة.
تتقنُ اللغة اليونانيّة القديمة والحديثة والفرنسيّة والانجليزيّة، تعتني بقراءة الشعر وسماع الموسيقى الكلاسيكيّة وتتذوق الفنون التشكيليّة ويشكّل الفنّ عندها وبجميع أشكاله جانبا هامّاً وأساسيّا من هواياتها. درّستْ في كثير من الجامعات العربيّة كجامعة قطر، السعوديّة، الإمارات العربيّة المتّحدة وجامعة بغداد، وهي على صلة وثيقة بالجمعياّت الفلسفية في العالم وعضوة في بعض المؤسّسات الفكريّة في اليونان وفي جَمْعيتها الفلسفيّة. تنتمي إلى رعيل المفكّرات العربيات اللواتي يُشهد لهنّ بالموهبة والكتابات النوعيّة في مجال الفلسفة منذ النصف الثاني من القرن العشرين، لقد قدّمت إنتاجاً قيّما متفرّداً في الفكر بشكل عام وفي الفلسفة اليونانيّة والجماليّة والسياسيّة بشكل خاصّ.
وكان من تجليّات التلاحُم بين شخصيتها وثقافتها من جهة وما تؤمن به وما تكتبه من جهة أخرى أن أظهرت إبداعاً لافتاً يكشفُ عن مقدرة متميّزة. كانت الفلسفة مُلْهمة لها ومعيناً لا يَنْضب للتأليف والإبداع الفكري والترجمة إلى اللغة العربيّة، لقد أتقنت الكتابة بلغة الضادّ كما تمكّنتْ من عدّة لغات أجنبيّة تحدّثا وكتابة، فكان حصيلة ذلك تراثاً إنسانيّاً يستحقّ الاهْتمام.