بسبب اليهود.. موجة من الغضب ضد ماكرون


يواجه إيمانويل ماكرون اعتراضًا واسع النطاق، بسبب حضوره حفلًا يهوديًا في قصر الإليزيه يوم الخميس، مما أثار اتهامات بانتهاكه لتاريخ العلمانية الطويل في فرنسا.
حضر ماكرون الحفل بدعوة لتسلم جائزة لمكافحة معاداة السامية وحماية الحريات الدينية من مؤتمر الحاخامات الأوروبيين، وأثناء الحدث قام كبير حاخامات فرنسا بإضاءة شمعة احتفالية، وغنى الجمهور أغاني الحانوكا التقليدية باللغة العبرية.
يُعتبر إضاءة الشموع في الشمعدان المتعدد الفروع وغناء أغاني الحانوكا طقوسًا يهودية تُمارس خلال احتفالات حانوكا، التي بدأت هذا العام في الخميس وتستمر حتى الجمعة المقبلة.
أعرب ماكرون عن عدم ندمه على حضوره للحفل في قصر الإليزيه، مؤكدا أن العلمانية لا تهدف إلى محو الأديان، وإنما تحافظ على حق الجميع في الاعتقاد أو عدم الاعتقاد، ورغم هذا التصريح، فإن وجوده في طقوس دينية في مبنى رسمي أثار انتقادات واسعة، حيث اعتبر البعض أنه يتعارض مع مبدأ العلمانية الصارمة الذي تتبناه فرنسا.
اقرأ أيضاً
”التحديات الاقتصادية في فلسطين: بطالة، فقر، وآثار الحصار”
الوضع السياسي في فلسطين: أحدث التطورات والجهود الدولية لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي
برسالة نارية.. أمير رمسيس يرد على مزاعم دعمه للصهاينة ودفاعه عن عودة اليهود إلى مصر
روسيا تسيطر على بوجدانوفكا في دونيتسك وتدمر مقاتلة أوكرانية من طراز ميج – 29 في مطار دنيبر
الصحة الفلسطينية: 34 ألف شهيد ونحو 77 ألف مصاب حصيلة العدوان الإسرائيلى على غزة
هل تنجح الدولة فى تجنب أثار الصراع الإيراني الإسرائيلي على قطاع السياحة؟.. خبير يضع روشتة العلاج
هل نجت ايران من كارثة محققة جراء استهداف اسرائيل لمحيط المنشأت النووية في اصفهان ؟
الرئيس الأمريكي بايدن: إيران تُريد إبادة الدولة اليهودية الوحيدة في العالم
الحكومة اللبنانية تتهم اسرائيل بالضلوع في اغتيال محمد سرور
المسيرات الايرانية لماذا نجحت نجاحا باهرا في اوكرانيا وفشلت فشلا ذريعا في اسرائيل ؟
نائبة فرنسية: الهجمات الإيرانية علامات لحرب طويلة الأمد
أمريكا تفجر مفاجأة: لن نشترك في هجوم مضاد ضد إيران
يعتبر يوناتان عرفي رئيس الاتحاد اليهودي الفرنسي، أن إضاءة الشمعة كانت "خطأ" وأنها لم تكن مناسبة للحدث في الإليزيه، مشيرا إلى أن الحمض النووي الجمهوري يتطلب الابتعاد عن أية تفضيلات دينية، كما عبر بيير هنرييت عضو البرلمان عن حزب النهضة الوسطي، عن انتقاده لهذا الحدث، مشددا على أنه يعتبره مخالفا لحياد الدولة الذي يجب أن يضمنه ماكرون كرئيس.
تلقى ماكرون انتقادات حادة من عدة جهات سياسية بسبب حضوره لحفل الإليزيه، حيث اعتبره بعضهم خطأ سياسياً لا يغتفر، ومن بين المنتقدين، مانويل بومبارد من حزب فرنسا الصامت المعارض اليساري ولورانس روسينول من الحزب الاشتراكي، الذين وصفوا حضور ماكرون للحفل بأنه مجرد لعب لا يليق بموقع رئيس الجمهورية.
من جانبه، اتهم حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف ماكرون بأن حضوره للحفل كان محاولة لتعويض غيابه عن مسيرة ضد معاداة السامية في نوفمبر، مما أثار استياء كبيرًا، وأشار المتحدث باسم التجمع الوطني جوليان أودول إلى أن هذا الحضور يظهر استخفاف ماكرون بالمواطنين اليهود ويعتبر انتهاكاً للعلمانية الفرنسية.
قانون الفصل بين الكنيسة والدولة في فرنسا، الذي تم تطبيقه منذ عام 1905، يعكس القيم العلمانية القوية في البلاد ويحدد الحدود بين السلطة الدينية والسلطة السياسية. وتعتبر عرض اللافتات الدينية في الأماكن العامة وحضور المسؤولين الحكوميين للمناسبات الدينية قضية حساسة في فرنسا، حيث يتم التأكيد على حياد الدولة في الشؤون الدينية.
في سبتمبر، أثار حضور ماكرون لقداس أقامه البابا فرانسيس في ملعب كرة القدم في مرسيليا انتقادات وجدلاً، حيث اعتبر البعض أن ذلك ينتهك مبدأ فصل الكنيسة عن الدولة، تلك الخطوة أثارت تساؤلات حول مدى التزام ماكرون بمبادئ العلمانية والحياد الديني في دوره كرئيس للبلاد.