البطل الشعبي في الدراما المصرية.. رحلة ”ولاد البلد” إلى ”بلطجية الحارة”


الدراما الشعبية تعد جزءً أساسيًا من التراث الثقافي والفني لأي مجتمع، تبرز صفات الشجاعة والنبل والشهامة في شخصيات أبطالها، ولكن في السنوات الأخيرة شهدت تحولًا ملحوظًا، وانتقل البطل الشعبي من تجسيد لقيم الرجولة والشهامة إلى تمجيد مظاهر العنف والبلطجة، ولم يمر هذا التحول دون ملاحظة وانتقاد؛ إذ دفع بعض الفنانين للعزوف عن المشاركة في هذا النوع من الدراما، ومنهم الفنان محمد علاء الذي صرح بأن الدراما الشعبية في صورتها الحالية لا تتناسب معه، مؤكدًا على ضرورة تقديم البطل الشعبي كرجل شهم ونبيل بدلاً من بلطجي، هذا ما ناقشته "النهار" نقاد الفن لمعرفة أسباب التغير وتأثيره على الجمهور.
يرى الناقد كمال القاضي أن هناك تحولات حقيقية حدثت خلال السنوات الماضية في شكل ونوع الدراما بصفة عام، بما في ذلك الدراما الشعبية، والذي جاء بشكل سلبي نتيجة الانحدار الثقافي والاجتماعي الناتج عن عوامل متعددة.
وأكد أن ما نراه الآن على الشاشات لا يمت بصلة للواقع الشعبي، بل هو انعكاس لنشأة المجتمع العشوائي، موضحًا أن الحارة الشعبية تحكمها تقاليد وضوابط وأخلاقيات وقيم لم نر لها أثرًا في الدراما الحالية التي تركز على البلطجة والجريمة والإسفاف.
وأشار القاضي إلى أن غالبية المسلسلات في العشرين سنة الأخيرة كرست لأنماط سلبية شاذة، وأصبحت شركات الإنتاج تتبنى هذا اللون "الهابط" وتستبعد كل ما هو جيد ومختلف بدعوى أن هذا النوع هو الرائج، مشددًا على أن هذه الممارسات تمثل إحباطًا للفنانين والمبدعين الجادين سواء كانوا كتابًا أو مخرجين أو ممثلين.
اقرأ أيضاً
مناقشة فيلم ”الكارثة” و ”دور الدراما فى نشر الوعى” بمؤسسة آتوم
وداعًا عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني (بروفايل)
صفحات النجوم تتحول إلى سرادق عزاء لوداع عمدة الدراما صلاح السعدني
تامر عبدالمنعم ينعي وفاة عمدة الدراما المصرية صلاح السعدني
تعرف إلي قائمة المسلسلات السورية المعروضة خلال شهر رمضان 2024
عمدة الدراما المصرية رياض الخولي تاجر أخشاب في مسلسل ”حق عرب”
نيكولا معوض: ”الحشاشين” سيغير الدراما المصرية والعربية
المتحدة للخدمات الإعلامية:عرض الدراما المصرية باللغة الهندية يفتح أسواق جديدة للفن المصري
في عيد ميلاد أمير كرارة.. محطات بمشوار نجم الأكشن بالدراما المصرية
عبد العزيز مخيون يناقش صورة العائلة في الدراما المصرية بأوبرا دمنهور
تعرفوا على التفاصيل .. ”آية سماحة” في بطولة مطلقة لأول مرة
”تامر مرتضى”: إتحاد المنتجين المصريين ضرورة حتمية للحفاظ علي جودة صناعة الدراما المصرية وتطويرها
وقارن بين ما كتبه أسامة أنور عكاشة عن الحارة الشعبية وأولاد البلد وبين ما يُطرح الآن من أعمال وصفها بـ "الرديئة"، موضحًا أن الفرق شاسع بين الأذواق والمراحل والأحوال والثقافات.
ووافقه الرأي الناقد سمير الجمل قائلاً إن الجمهور يرى من البلطجة ما يكفيه على أرض الواقع وبالتالي فهو لا يرغب في مشاهدتها على الشاشة، مضيفًا: "الإدعاءات بأن هذا النوع من الدراما هو ما يريده الجمهور ما هي إلا أكذوبة من المنتجين وصناع الدراما".
وأوضح أن البطل الشعبي يجب أن يكون لديه مقاييس في الأخلاق والرجولة والقيم، وليس في التصرفات العدوانية، مشبهًا الاختلاف بين البطل الشعبي الحقيقي وما يُعرض حاليًا بالفرق بين الأغنية الشعبية وأغاني المهرجانات.
وأشار الجمل إلى أن هذا التحول في مستوى الدراما الشعبية يعود إلى الإفلاس في التأليف، لافتًا إلى أن نسبة قليلة جدًا من الأعمال الحالية تحتوي على فكرة وقيمة، بينما السائد هو البلطجة والرقص والإسفاف، مما أدى إلى تشويه مفهوم البطل الشعبي والدراما الشعبية.