التقارب السعودي الإيراني مجددا.. محاولة لرأب صدع منذ قرون


سياق متكرر يأتي كل فترة، محاولة تقارب سياسية بين النظام الإيراني والنظام السعودي، ولكنه لم ينجح من قبل والشواهد تدل على انه غير قابل للتحقق مستقبلاً
لمحة تاريخية
مازالت السعودية تحاول التطوير بقدر الإمكان ولكن هذا التطوير يوجه بصرها نحو التقدم الاوروبي والالشرق اسيوي، بعيداً تماماً عن مقدار التقدم على الجانب الأجتماعي والأنساني بالتقارب مع الدول المجاورة، اقربهم ايران، وبما فيها من حصاد كبير للعلوم الانسانية وان كانت تختلف ايدولوجياً بشكل كبير مع الأيدولوجيا السعودية القديمة والمعاصرة، بل تختلف معها في الرؤى المستقبلية ايضاً.
اقرأ أيضاً
إيران: ننتظر من ترامب وقف الحرب في غزة ولبنان
بعد ورود انباء عن اختراق هاكر ايراني لهانف وزير اسرائيلي ”حنظلة” ينشر صور خاصة
الصحة اللبنانية : 3243 شهيدا و14134 جريحا حصيلة العدوان الإسرائيلي
الرئيس عبدالفتاح السيسي مستقبل المنطقة أصبح على مفترق طرق وما يحدث من عدوان على الأراضي الفلسطينية واللبنانية يضع النظام الدولي على المحك
الجازولي : كلمة الرئيس في قمة الرياض عبرت عن الشعب المصري تجاه فلسطين ولبنان
امام القمة العربية الإسلامية المشتركة : أبو الغيط يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في غزة ولبنان والتوصل لمسار يفضي إلى تنفيذ حل الدولتين
وسائل إعلام سورية : غارة لجيش الاحتلال أسفرت عن 8 قتلى و17 جريحا
حمدان : من يعطّل الوصول إلى اتفاق وقف العدوان في كلّ مرّة هو الاحتلال بغطاء أمريكي
مصر وماليزيا تطالبان بوقف الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزة
نتنياهو يعترف بمسؤولية إسرائيل عن تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية لحزب الله
23 شهيدا بينهم 7 أطفال في مجزرة للاحتلال الإسرائيلي شمال بيروت
امام الاجتماع الوزاري بالرياض : أبو الغيط : القمة العربية الإسلامية المشتركة تشكل رسالة للعالم بان وقف الحرب في غزة ولبنان ضرورة حتى لا تنزلق المنطقة إلى مصير مجهول
الثقافة السعودية وليدة قرون عديدة مثل الثقافة الإيرانية، فهي تنظر للجانب الإيراني بنظرات النقد والتحليل ولكن في السياق الأيدولوجي والتعليمي فقط، فينحصر دور الثقافة الإيرانية بداخل الثقافة السعودية في الإطار الأكاديمي والعلمي فقط، ويبتعد تماماً عن سياق الجانب الأجتماعي ومحاولة التقارب الشعبوي الإيراني والسعودي.
معظمها خلافات ايدولوجية مكونة للثقافة عند كل منهما، وايضاً خلافات سياسية وجغرافية، بداية من سوريا واليمن حتى العراق وبعض دول الخليج.
وعلى الرغم من تباين التصريحات السياسية من صناع القرار في ايران الا انه لا يمكن الأرتكاز الا على قرار من كبير النظام الإيراني، وهو قرار يتم اتخاذه في الخصوص ولا يشاع للعوام، لما له من تأثير مخالف في الداخل الإيراني قبل السعودي، فهل سيستطيع القائد الأعلى تغيير الصورة النمطية للداخل الإيراني ام ستقتصر العلاقات على الجانب السياسي وسيظل جمود هذا التقارب حتى يرث الله الأرض وما عليها؟!
نموذج لحل الخلاف
ربما نحن في اوقات يستطيع فيها الجانبان التقارب بشكل اقرب وفعلي على كافة الأصعدة، ولكن هذا التقارب سيأخذ وقت قد يمتد لعقود، فلا يمكن التقارب في يوم وليلة وبخاصة في ظل وجود مجتمع مؤدلج بثقافة الرفض والأنتقاص، بل وثقافة الخلاف حتى في الشق المذهبي، ذلك التقارب يكون في وجود اجتماعات ومؤتمرات للتقريب المذهبي بين المجتمعان، وهذا التقارب سيخلق لغة من الحوار تمكن كل من الدولتان التعايش بشكل مناسب نسبياً تحضيراً لأرتباط دائم مستقبلاً.
توحيد القوى بين المعاهد الدينية السعودية والحوزات العلمية الإيرانية سيفتح مجالاً للنقاش وتقبل الأخر، تبادل الرؤى والأفكار والفلسفات المختلفة بدون اي دعاوى للتكفير او للتخوين وفتح سبل للحوار المجتمعية داخلياً وخارجياً سيعتبر بادرة حسن نية للجانب الإيراني، فهل سيحدث هذا في المستقبل القريب؟
الأفاق الثقافية من التعاون الإيراني السعودي ستخلق مجال للحوار الثقافي والمجتمعي في ظل وجود تيارات ايدولوجية مختلفة على الساحة تحاول اشعال النزاع لأغراض استعمارية، تلك الأفاق ستتمكن من التصدي لتلك التيارات من خلال المجتمعات من الداخل، بس ستجعلها تتماهى معها وستخلق حلول جديدة تمكن الشرق الأوسط من العيش في سلام حقيقي وليس بارد او دافيء