19 يوليو 2025 05:02 23 محرّم 1447
النهار

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير أسامة شرشر

  • بنك مصر
غطاء نباتي كثيف يغزو نهر سوهاج.. وأهالي المدينة يطالبون بتدخل عاجللماذا تخشى إسرائيل من النفوذ التركي في سوريا؟إلى أي مدى سعت إسرائيل للتحول إلى الفاعل الأهم في الملف السوري؟كيف سعت إسرائيل لتحقيق مكاسب سياسية من أحداث سوريا؟”مخطط شيطاني وجريمة بشعة”.. مرافعة قوية للنيابة العامة بإنهاء حياة شاب علي يد اصدقائه طعناً وحرقاً بالجيزةكيف اتخذت إسرائيل من أحداث سوريا سبباً لتدخلاتها غير المُبررة؟CFI الشريك الرسمي للتداول الإلكتروني للاتحاد المصري لكرة السلةاستعدادات واسعة وآمال كبيرة في ممارسة الحق الدستوري حتى من خارج الوطن. ندوة ”بناء الصلابة النفسية” بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتابأداة وحيدة تسبب في أزمة سوريا.. خبير عسكري واستراتيجي يكشف مفاجأةطلاب جامعة بنها يشاركون في المدرسة الصيفية الدولية بجامعة وسط الصين الزراعيةباكستان تدين الإرهاب بجميع أشكاله وتحث المجتمع الدولي لاعتماد سياسات موضوعية لمواجهة هذا الخطر العالمي
رئيس التحرير

أسامة شرشر يكتب: جوزيف عون رئيسًا للبنان

أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار
أسامة شرشر- رئيس تحرير جريدة النهار

بعد حالة الفراغ الرئاسى فى لبنان لمدة 27 شهرًا أخيرًا تم التوافق على جوزيف عون رئيسًا للبنان؛ بعد أن دفع الشعب اللبنانى فاتورة الدمار والحرب التى شنتها إسرائيل على الجنوب اللبنانى نتيجة عدم التوافق الطائفى وجبهة الممانعة فى لبنان التى كان يقودها حزب الله وحركة أمل التى كانت تسيطر على مفاصل الدولة اللبنانية، وكانت ميليشيات حزب الله أقوى من الدولة اللبنانية.
ولكن بعد ما حدث فى سوريا وسقوط بشار الأسد صاحب القبضة الحديدية على لبنان وانهيار المشروع والنفوذ الإيرانى فى دمشق وبيروت، جاء جوزيف عون الذى لم يتم التوافق عليه منذ 27 شهرًا رئيسًا للبنان ليعيد الدولة اللبنانية للحضن العربى، وكانت مصر والسعودية من الدول الفاعلة التى ساهمت بشكل إيجابى فى مجىء عون؛ لأنه كان المنقذ فى هذا التوقيت من تفكك لبنان، وكانت كلمته بعد أن تم التصويت له فى مجلس النواب اللبنانى بـ91 صوتًا هى الإنقاذ الحقيقى لبقاء الدولة والشعب اللبنانى العظيم الذى تحمل الكثير والكثير، وكاد يضيع لبنان الحضارة والثقافة والتاريخ فى خضم الخلافات العربية- العربية وهيمنة الدول الإقليمية على لبنان.
وكانت كلمات جوزيف عون فى الجلسة الافتتاحية بعد اختياره رئيسًا للجمهورية اللبنانية هى ميثاق شرف جديدًا للحفاظ على التراب اللبنانى وسيطرة الجيش على كل الحدود اللبنانية وسحب السلاح من الميليشيات اللبنانية، وضرب كل الأبواب الخلفية للفساد، خاصة فى قطاع البنوك بعد ضياع أموال المدخرين اللبنانيين نتيجة السرقة العلنية من أصحاب النفوذ والموالاة فى هذا التوقيت، وكشف المستور عمن وراء حريق مرفأ بيروت وإعادة ترسيم الحدود ومسألة الغاز والبترول فى المياه الإقليمية اللبنانية وخروج إسرائيل من الجنوب اللبنانى وإعادة الإعمار لصور وصيدا وكل القرى فى هذا الجنوب اللبنانى وإدماج الشيعة فى الدولة اللبنانية كحزب سياسى تحت قبة البرلمان.
وأشكر الرئيس اللبنانى على حسن اختيار رئيس الوزراء الجديد نواف سلام، وأطالبه بأن يكون رئيس الحكومة والوزراء الجدد ولاؤهم للشعب اللبنانى وليس لفصيل سياسى بعينه، كما كان يحدث فى الماضى؛ حتى يتم إعادة بناء الدولة اللبنانية واختيار وزراء من الكفاءات بعيدًا عن الولاءات؛ حتى يتم إنقاذ لبنان والشعب اللبنانى من حالة الفساد والإفساد التى دمرت كل مناحى الحياة سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وماليًا واجتماعيًا.
ويجب أن نعيد رسم خريطة جديدة للدولة اللبنانية من خلال علاقات متوازنة مع كل دول العالم، خاصة فرنسا التى كان لها دور كبير فى التوافق على الرئيس جوزيف عون، ولا ننسى الزيارة التاريخية التى قام بها ماكرون والتقى خلالها بقيثارة الشرق والصوت الملائكى اللبنانى الفنانة فيروز التى بكت وما زالت تبكى على ما حدث فى لبنان من قتل ودمار وإبادة للشعب اللبنانى بعد أن كانت الدولة اللبنانية منقسمة ومختطفة من تيار سياسى بعينه كان فوق الدولة وفوق الحكومة وكان صاحب القرار من خلال ما يُسمَّى (الثلث الممنوع) الذى كان يتحكم فى مفاصل الدولة اللبنانية وعطل على مدار أكثر من سنتين اختيار رئيس للبنان، ما تسبب فى خلو قصر بعلبك لمدة 27 شهرًا، وكأن القدر وحالة الضعف والانهيار والانقسام الطائفى كانت حائلًا دون أن يعود لبنان إلى الحضن العربى، ولكن الأمور تتحسن خاصة مع الدور المصرى الملموس فى الأزمة اللبنانية والدعم اللوجستى الذى تم تقديمه إلى الدولة اللبنانية من خلال التنسيق بين مصر والسعودية اللاعب الهام أيضًا فى الملف اللبنانى.
المواقف السياسية يجب أن تتبلور بسرعة لانتشال لبنان من هذا المستنقع الذى دفع ثمنه غاليًا فى الأرواح والممتلكات، خاصة من خلال ما يُسمَّى جبهة إسناد غزة، ولعب القدر دوره فى استشهاد حسن نصر الله وكل القيادات الهامة فى حزب الله؛ فأصبح الفراغ السياسى هو سيد الموقف بعد إعادة ترتيب الأوراق فى لبنان وسوريا.
فهل حان الوقت لخروج لبنان من هذه الفوضى الطائفية والحزبية ونزع السلاح من كل الميليشيات حتى يكون لبنان دولة لها سيادة من خلال شعبها وجيشها مع وجود قوات حفظ السلام حتى لا تكون هناك ثغرة يتسلل من خلالها نتنياهو واليمين المتطرف الإسرائيلى مدعيًا أنه يقوم بضرب حزب الله فى الجنوب اللبنانى ونهر الليطانى؟!.
فلبنان وشعبه، خاصة أهل الجنوب اللبنانى، دفعوا حياتهم ثمنًا فى مقاومة الغزو الإسرائيلى الأمريكى الفاضح، وأرض الجنوب اللبنانى ستظل وتبقى هى أرض الصمود الحقيقى؛ لأنها قدمت الشهداء من الأطفال والرجال والنساء وهم صامدون وصابرون أمام هذا الهجوم التترى الذى مارسته قوات الاحتلال الإسرائيلى.
أما آن الأوان ليعود لبنان الحبيب إلى الحضن العربى وتعود نهضته الثقافية والإعلامية والتاريخية؛ لأنه كان وسيظل ويبقى واحة الشعوب العربية؟ وطالما بقيت فيروز هذا الرمز الربانى وشجرة الأرز هذا الوسام التاريخى، سيبقى لبنان شامخًا وصامدًا وصابرًا أمام الغزو الذى قاومه بمفرده.
عاش لبنان فى وجدان كل الشعوب العربية واحةً للفكر والثقافة والإعلام والسياحة.
ونسألكم الفاتحة
على روح شهداء لبنان وجنوبه الصامد الأبى.

البنك الأهلي المصري