29 مايو 2025 18:32 1 ذو الحجة 1446
النهار

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير أسامة شرشر

  • بنك مصر
في افتتاح استثنائي... انطلاق ثاني النسخ التجريبية لفعاليات أيام قنا السينمائيةفريق أممي : نظام التوزيع العسكري الجديد في غزة لا يلبي احتياجات السكانمليون و81 ألف طن.. طفرة كبيرة في صادرات البطاطس موسم 2025الصحة بغزة : استشهاد 37 مواطنا في غارات الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر اليومتفاصيل جديدة بشأن خطة ويتكوف لحل الأزمة في قطاع غزةمساعد وزير الداخلية الأسبق يكشف أساليب مراقبة الشوارع وطرق معاقبة المخالفينأردوغان: ”قسد” تستخدم ”تكتيكات للمماطلة” رغم الاتفاق مع دمشقأكاديمية السلام تعيد الأمل للتعليم الفلسطيني في مصرأردوغان : تركيا على تواصل مستمر مع كل من روسيا وأوكرانيا للتوصل إلى سلام دائمالهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة تبحث مستقبل الاستثمارات الهولندية في إعادة تدوير المخلفاتوزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية تترأس إحدى لجان المقابلات الشخصية للمتقدمات ببرنامج «المرأة تقود للتنفيذيات» بالأكاديمية الوطنية للتدريب”حياة كريمة” تُطلق ملتقى التوظيف ”فرصة حياة” لتوفير 7 آلاف فرصة عمل للشباب
منوعات

من قلب الجيزة إلي أوروبا.. سجاد يدوي يحمل بصمة الحرانية

مركز رمسيس ويصا واصف بالحرانية
مركز رمسيس ويصا واصف بالحرانية

بأنامل مصرية تخرج لوحات فنية يتم تصديرها للعديد من الدول في مختلف أنحاء العالم، وبعض هؤلاء الأبطال هم أهالي قرية الحرانية التي تبعد بضعة كيلومترات عن الأهرامات الثلاثة التاريخية بالجيزة، والذبن يعملون في صناعة السجاد اليدوي داخل مركز رمسيس ويصا واصف للفنون.

"الإبداع يسعد صاحبه ويجلب السرور لمن يراه".. بهذه الكلمات يُلخّص المهندس إكرام نصحي، مدير المركز وزوج ابنة المهندس رمسيس ويصا واصف، فلسفة المركز، ويضيف أن الحكاية بدأت بفكرة صغيرة تحولت إلى مشروع أشبه بمتحف أثري، تتناغم فيه عناصر الطبيعة لتُشكل لوحة فنية تبهر الزوار بجمالها.

رمسيس ويصا واصف، المهندس المعماري ورئيس قسم العمارة بكلية الفنون الجميلة حتى عام 1970، كان يؤمن بأن لكل إنسان طاقة إبداعية كامنة، فقرر أن يُجري تجربة فنية على مجموعة من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و11 سنة من قرية يغلب على أهلها العمل بالزراعة، لضمان عدم تأثرهم بعوامل بيئية أخرى، فاختار رمسيس حرفة النسيج لصعوبتها، مما يُمثل تحديًا لعقلية الطفل، ولأنها تُنفّذ ببطء ودون خطة أو رسمة مسبقة، معتمدًا على خيالهم.

أُعجب رمسيس بقرية الحرانية، التي وجدها مناسبة لتنفيذ فكرته، وفي عام 1951، اشترى نصف فدان بالقرية، حيث نشأت علاقة قوية بينه وبين الأطفال، وبدأ بتجهيز قطعة الأرض لتكون مقرًا لفكرته التي أصبحت مركز رمسيس ويصا واصف للفنون، وانطلقت التجربة بمجموعة من الأطفال الذين صاروا الجيل الأول من صُنّاع السجاد اليدوي، ولم يكن هناك معايير محددة لاختيار الأطفال الذين يعملون بالمهنة، وبالفعل بدأت التجربة بهؤلاء المجموعة وهم الجيل الأول من الصناع.

حرص رمسيس على استخدام تقنيات فرعونية قديمة لصباغة الخيوط، حيث قام بزراعة النباتات المستخدمة في الصباغة منذ عام 1957، ولا تزال ابنته سوزان تعمل مع النسّاجين على صباغة الصوف المستخدم طوال العام.

وتتميز السجادات بقصصها المختلفة المستوحاة من خيال النسّاجين، تقول إحدى النسّاجات: "سجادتي عبارة عن نباتات وشجر وبط، وأحلى سجادة عملتها عن مدرسة رمسيس ويصا واصف"، وتضيف أخرى تدعى أم إيمان: "عُمري ما سافرت إيطاليا، لكن تخيلت شكل الأفراح هناك، فرسمت الفساتين الملكية والسيدات بالكعب العالي، مع الأضواء وسفرة الطعام، والبنت الصغيرة وهي ماسكة الشموع والورد بيحاوط البيت والشجر الجازولين في كل مكان.

وتابعت أم أحمد، التي تعمل في هدوء تام على تجهيز فكرتها الجديدة عن الفصول الأربعة: "كل سجادة أعملها مختلفة عن سابقتها؛ اخترت الزهور والمياه والطيور ثم الشجر الأخضر، وصولًا إلى تساقط الأشجار والسماء التي توحي بفصل الشتاء."

الحرية هي أساس حب المهنة بالنسبة لعم سامح، الذي بدأ العمل في صناعة السجاد منذ صغره، يقول: " بحس بسعادة كبيرة لما أخلص سجادة، وأكبر إنجاز في حياتي لما شاركت بأعمالي في أوروبا وأنا عندي 17 سنة، تحديدًا في روما ولندن.. ووجود لوحاتي في أحد المتاحف العالمية في 2005 هو أعظم جائزة لي".

هكذا، يبقى مركز رمسيس ويصا واصف للفنون شاهداً على قدرة الإنسان المصري على تحويل الخيال إلى واقع نابض بالإبداع.

مركز رمسيس ويصا واصف
البنك الأهلي المصري