أستاذ حديث بالأزهر يرد على سعد الدين الهلالي: “استفتِ قلبك” ليس قاعدة مطلقة للفتوى


انتقد الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر، الاستخدام المتكرر وغير المنضبط لحديث «استفتِ قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك»، والذي يُستشهد به كثيرًا في سياقات إعلامية ودعوية، معتبرًا أن تعميم الاستدلال به يُعد خللًا في الفهم الشرعي.
وفي منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع «فيسبوك»، أوضح العشماوي أن الحديث، الذي رواه الإمامان أحمد والترمذي عن الصحابي وابصة بن معبد رضي الله عنه، لا يُفهم على إطلاقه، بل يندرج ضمن حالات خاصة، يُستفتي فيها القلب عند غياب الطمأنينة ووجود شبهة في علم المفتي أو حاله أو منهجه.
واستشهد العشماوي بكلام الإمام ابن القيم، الذي أشار إلى أن فتوى المفتي لا تُسقط مسؤولية المستفتي إذا كان يعلم بطلان الفتوى أو يشك فيها لعلمه بفساد حال المفتي أو جهله أو تساهله في مخالفة الكتاب والسنة.
اقرأ أيضاً
السبت المقبل.. ورشة مجانية بـ «علوم الأزهر» بأسيوط حول «استخدام الإنترنت في الاستزراع السمكي»
وزارة الشؤون الإسلامية توقّع اتفاقية تعاون مع مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية
تدريب الطلاب والباحثين على «تخريج الأحاديث ودراسة الأسانيد» بكلية الوافدين بالأزهر
إصابة 4 صيادين من كفر الشيخ بتسـمم عقب تناولهم سمكة الأرنب
طلاب جامعة الأزهر يشاركون في معسكر «الابتكار الاجتماعي»
شيخ الأزهر ينعى أخاه البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية.. رجل الإنسانية من طراز رفيع
تورينو يطارد كبار أوروبا وأودينيزي يصارع للبقاء قبل لقاء اليوم
فرقة الحضرة تقدم حفل إنشاد في ساقية الصاوي.. تفاصيل
إعلان نتائج الموسم الثالث من «ملتقى الأزهر الدولي للكاريكاتير والبورتريه» تحت عنوان: «غزة.. صمود لا ينكسر»
أحمد بتشان يطرح أحدث أعماله الغنائية ” بطلت أعد الأيام ”
الإفتاء ترد على دعوى المساواة المطلقة في الميراث تحت لافتة التطوع أو الاستفتاء الشعبي
بعد نجاح عمر أفندي.. إيهاب منير يقدم مفاجأة جديدة بطولة معتصم النهار وميرنا نور الدين
وتساءل العشماوي: “أي القلوب يُستفتى؟”، ليؤكد أن القلوب التي يصح استفتاؤها هي القلوب التي أنارها الله بالعلم والتقوى، كما بيّن الإمامان المناوي والقرطبي، لا القلوب التي أفسدتها المعاصي وطمست نور التمييز بين الحق والباطل.
وأشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا الحديث في سياق مخاطبة أحد الصحابة، وكان ذلك الصحابي معروفًا بالورع والإيمان، ما يعني أن الحديث لا يصلح ليُعمم على جميع الناس دون النظر إلى حال قلوبهم ومدى صلاحها.
وانتقد العشماوي ما وصفه بـ”الاستخدام الإعلامي العشوائي” للحديث، قائلًا: “يؤسفني سماع بعض المتصدرين للفتوى وهم يرددون الحديث على مسامع العوام، من الطائعين والعصاة، وكأن جميع القلوب على ذات القدر من النقاء، وهذا يعدّ تضييعًا للدين”.
واختتم العشماوي تصريحه بالتأكيد على أن “من لم يكن من أهل البصيرة والتقوى، فليس قلبه أهلاً لأن يُستفتى، خاصة إذا غلبت عليه شهواته وانطفأ فيه نور التمييز”، مشددًا على أهمية التثبت في الاستدلال بالأحاديث النبوية، لا سيما في مسائل الفتوى التي تمس ضمير الأمة ودينها