نتنياهو وسياسية إقصاء الحلفاء في إسرائيل


يرى في مقعد السلطة الملاذ الآمن له / فلا صديق له ولا حليف معه سوى المُتطرفين / من يعارضه تنصب له المكائد / ومن يتوافق معه يجعله أداة لتنفيذ مُخططاته / لا يعرف للسلام طريقا أو الإنسانية دستورا / هو صانع الحروب والأزمات / بل هو الأزمة نفسُها / بنيامين نتنياهو.. رجل الحرب في إسرائيل.
إقصاء الحلفاء من أجل الانفراد بالسلطة
فعلى مدار تاريخ نتنياهو السياسي الممتد لعقود، كان الإقصاء هو المنهج الذي يتبعه رجل إسرائيل مع الحلفاء والمُقربين، حتى مع هؤلاء الذين يتبعون منهجه المتطرف تجاه القضية الفلسطينية والاستيطان، كما يُعرف نتنياهو داخل الأوساط السياسية الإسرئيلية بأنه أكثر رؤساء الوزراء إقصاء للحلفاء والسياسيين وذلك بهدف الانفراد بالسلطة.
تعيين ديفيد زيني يحدث زلزالا في إسرائيل
اقرأ أيضاً
عاجل: نتنياهو يؤكد سيادة إسرائيلية أبدية على القدس الموحدة
إنقسامات داخلية في إسرائيل بسبب كاتس.. وزير دفاع كارثي يهدد دولة نتنياهو من الداخل
ستيف ويتكوف يعلق على الفرق بين ترامب ونتنياهو في التعامل مع ”مجاعة غزة”
ماكرون يصف الوضع في غزة بـ”غير المقبول” ويعلن عزمه مناقشته مع نتنياهو وترامب قريبًا
نتنياهو يلجأ إلى أسلوب الجزرة .. الذي اعتبره كثيرون رشوة سياسية لضباط وجنود جيش الاحتياط
عائلات الأسرى الإسرائيليين : على نتنياهو إنهاء الحرب في غزة
يائير غولان : حكومة العار الإسرائيلية تخلت عن أبنائها وجنودها في المعركة
إطلاق سراح عيدان ألكسندر يغضب الإسرائيليين أنفسهم وسيل حاد من الانتقادات لنتنياهو
نتنياهو: ترامب لا يعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية
يائير جولان : توسيع العملية العسكرية بغزة لإنقاذ نتنياهو وحكومته
خاص| متخصص: ”تغيير اسم الضفة إلى يهودا والسمرا على جوجل تبني توراتي بحت”
التلاعب اللفظي وأستخدام المغالطات في دعم قضايا فاسدة.. دولة الأحتلال نموذجاً
ولعل تعيين "ديفيد زيني" ليكون رئيسا لجهاز الشاباك، بدلا من "رونين بار" -"شريكه في مجازر غزة"-، كاشفة عن الوجه السلطوي لبنيامين نتنياهو وسياسته الإقصائية تجاه حلفائه، فقد تحدى نتنياهو بهذا القرار المحكمة العليا في إسرائيل والمستشارة القضائية "جالي بهاراف" التي أكدت أن نتنياهو خالف التعليمات القانونية بتعيينه رئيسا جديدا للشاباك.. وهو التعيين الذي أحدث زلزالا سياسيا داخل إسرائيل.
يوآف جالانت ضحية طموح نتنياهو
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف جالانت كان أحد ضحايا نتنياهو أيضا، حيث أقال رئيس الحكومة الإسرائيلية جالانت بعد عام من العدوان على غزة، بسبب تعارض أهداف الحرب بين نتنياهو ووزير الدفاع، كما اتهم جالانت رئيس الوزراء الإسرائيلي بالعمل ضد مصلحة إسرائيل بسبب استمرار الحرب دون الاهتمام بالإفراج عن المحتجزين.
بيني جانتس وصراع الخفاء مع نتنياهو
ضحية أخرى لنتنياهو كان رئيس حزب معسكر الدولة بيني جانتس الذي استقال من مجلس الحرب في يونيو الماضي، بسبب ما وصفه سياسات نتنياهو الإقصائية، متهما رئيس الوزراء الإسرائيلي باتباع سياسات تخدم مصالحه الخاصة دون النظر لمصلحة إسرائيل، وفشله في تحقيق الأهداف المعلنة من الحرب على غزة، ولا سيما القضاء على حركة حماس وإعادة المحتجزين من القطاع المُدمر.
إقصاء آيزنكوت من المشهد السياسي
كما تمكن بنيامين نتنياهو من القضاء على خصومه السياسيين من أمثال جادي آيزنكوت النائب عن حزب الوحدة الوطنية، الذي استقال من حكومة الطورائ التي شكلها نتنياهو بعد اندلاع عملية "طوفان الأقصى"، والذي انتقد نتنياهو أكثر من مرة بسبب فشله في تحقيق الأهداف التي أعلنها في العدوان على غزة متهما إياه بالبحث عن مجد شخصي له دون النظر لمصلحة إسرائيل، وهو ما دفع نتنياهو إلى اتباع سياسة إقصاء طويلة الأمد ضد رئيس الأركان الأسبق، انتهت بتقديم آيزنكوت استقالته في يونيو الماضي.
نتنياهو.. الذي يعتبره معارضوه أسوأ من جلس على كرسي الحكم في إسرائيل، يبحث عن مجد شخصي حتى لو كان على حساب حلفائه، ويقصى من حوله حفاظا على الكرسي المخضب بدماء الأبرياء ، .. إلا أن التاريخ يذكرنا دائما بأن لكل عاشق للدماء نهاية تليق به.