خبيرة أغذية لـ«النهار»: التجميد البطيء خطر.. وهذه هي الطرق السليمة لتخزين لحوم الأضاحي

قدمت الدكتورة مروة فاروق، الباحث بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، مجموعة من النصائح الهامة والصحية للمواطنين حول الطريقة الصحيحة لتخزين لحوم الأضاحي، بما يضمن سلامتها ويحافظ على قيمتها الغذائية طوال فترة التخزين، كما كشفت عن أهم الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الكثير من ربات البيوت.
وقالت الدكتورة مروة فاروق، في تصريحات خاصة لـ"النهار"، إن أول خطوة أساسية هي ضرورة إجراء عملية الذبح في مكان نظيف ويفضل أن يكون داخل مجزر حكومي، وذلك لضمان التخلص السليم من الدم وبقايا الأحشاء ومنع تلوث اللحم بالعوامل الخارجية مثل الأتربة والفضلات.
وأوضحت فاروق، أنه عقب الانتهاء من عمليات الذبح يمكن غسل اللحوم، مشددة على أن الأمر لا يحتاج سوى "شطف سريع" باستخدام تيار من الماء النظيف بسرعة دون نقع وتركها في مكان بارد جيد التهوية قبل التقطيع والتشفية لاتمام عملية "التيبس الرمي" التي تساعد على تميز العضلات وجعلها أكثر تماسكا بعدها يتم تقطيع اللحوم وتجهيزها حسب الطريقة التي سيتم استخدامها بها.
وحذرت فاروق، بأن أخطر ما يهدد جودة اللحوم هو عدم التبريد داخل مبردات أو تهوية اللحوم بالشكل الكافي قبل التخزين، موضحةً أن اللحوم يجب أن تُترك في مكان خاص بالتبريد لمدة لا تقل عن 8 ساعات وفي حالة عدم توافر ذلك؛ يجب أن توضع في مكان جيد التهوية منخفض في درجة الحرارة أو أمام مروحة لنفس المدة الزمنية مع تغطيتها لعدم جفافها أو تغير لونها.
وأضافت أنه بعد الانتهاء من التبريد أو التهوية، يتم تقطيع اللحوم حسب الاستخدام، ووضعها بأطباق من الفوم أو البلاستيك النظيفة ومن ثم توضع بأكياس بلاستيكية بيضاء على أن يتم تفريغها من الهواء وغلقها بإحكام للحفاظ عليها، مضيفة بأنه يتم إدخالها إلى الفريزر بشكل مباشر، مع وضعها بصورة عرضية بحيث تكون غير مكدسة وذلك لضمان عملية التجميد السريع، ولضمان تكون بلورات ثلجية صغيرة في أنسجة اللحم عند اخراج اللحوم لإعدادها للاستهلاك والتي تحافظ على تقليل كمية السائل المنفصل والذي يحتوي على معظم المغذيات والأملاح والمعادن الموجودة في اللحم وبالتالي يحافظ على قيمتها الغذائية .
وكشفت الدكتورة مروة فاروق، عن أبرز الأخطاء الشائعة، وهي إخراج اللحوم المجمدة ثم إعادة تجميدها بعد فكها، مشيرة إلى أن ذلك يؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من السوائل الغذائية، المعروفة باسم "الدربالوس"، والتي تحتوي على البروتينات والمعادن المهمة التي يفترض أن يستفيد منها الجسم، قائلة: "كل مرة يتم فيها فك اللحوم ثم إعادة تجميدها، نخسر جزءًا من القيمة الغذائية، وتتحوّل قطعة اللحم إلى مجرد ألياف فاقدة القيمة الغذائية".
وشددت على ضرورة تقسيم اللحوم إلى كميات صغيرة حسب الاستخدام اليومي للأسرة قبل التخزين، قائلة: "لو باستهلك كيلو في الوجبة، أقسم اللحمة أكياس كيلو، وهكذا. ده هيوفر في الوقت ويمنعني من فك كميات كبيرة مالهاش لزمة".
أما عن مدة التخزين الآمنة، فأشارت إلى أن اللحوم يمكن أن تظل مجمدة لفترات طويلة من الناحية النظرية، لكن يفضل استهلاكها خلال 3 أشهر فقط للحفاظ على قيمتها الغذائية، قائلة: "كلما طالت مدة التخزين، قلت الفائدة الغذائية للحم، ويفضل التعامل بنظام شهري في الشراء والتخزين، إلا في الحالات الاضطرارية"