تأكيد فرنسى على دور الشباب كمحرك للتنمية وصانع للحلول لمواجهة التحديات


في لحظة استثنائية ستظل محفورة في ذاكرة جامعة القاهرة وطلابها، حيث استقبلت الجامعة العريقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في زيارة عكست عمق العلاقات التاريخية بين مصر وفرنسا، وجسّدت الرؤية المشتركة لمستقبل يقوم على المعرفة والشراكة الثقافيةوالعلمية.
من تحت القبة التاريخية للجامعة، وجّه الرئيس ماكرون حديثًا مباشرًا ومؤثرًا إلى طلاب مصر قائلاً: "مستقبلكم هو مستقبل القارة ومستقبلنا جميعًا... أنتم من تحددون مصيركم، ومسؤوليتنا أن نوفر لكم الفرص". كلمات حملت اعترافًا صريحًا بدور الشباب كمحرّك للتنمية وصنّاع للحلول لا متلقين لها.
رئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، باسم الجوهري، وصف الحدث بأنه "لحظة فارقة تؤكد أن جامعة القاهرة ليست فقط صرحًا أكاديميًا، بل مركزًا مؤثرًا في رسم ملامح العلاقات الدولية". وأضاف: "كلمات ماكرون كانت دعوة صريحة للابتكار، ورسالة إيمان بطاقات الشباب المصري".
الطالبة شهد وليد عبّرت عن فخرها قائلة: "حين قال ماكرون إن مصر أعرق الحضارات وأكثرها شبابًا، شعرت بأننا بالفعل نحمل مسؤولية حضارية". وأضافت: "جامعتي التي أنجبت عظماء - مثل طه حسين ونجيب محفوظ ومجدي يعقوب - تواصل اليوم ترسيخ مكانتها الدولية، وأنا ممتنة وفخورة أن أكون جزءًا من هذا الحدث وهذا الصرح العظيم الذي يثبت دائمًا أنه في طليعة التقدم العلمي والثقافي الذي يقود التغيير ويحتضن المستقبل".
اقرأ أيضاً
وزير التعليم: رؤية مصر لتطوير التعليم ترتكز على الاستثمار في العنصر البشري
وكيل نقابة المعلمين: مصر وفرت ملاذًا آمنًا للطلاب الوافدين من مناطق النزاع
أمين نقابة المعلمين: دربنا 45 ألف معلم لتحسين العملية التعليمية
لليوم الثاني على التوالي.. المؤتمر الدولي الثاني للتعليم التكنولوجي يواصل جلساته العلمية والبحثية
رئيس جامعة عين شمس يترأس اجتماع مجلس إدارة مركز ضمان الجودة والاعتماد
رسميًا.. ”التعليم” تعلن عدد أسئلة مواد امتحانات الثانوية العامة 2025 وتوزيع درجاتها
بعد وفاة مدير تعليم الباجور… “الإرهاب الإداري” السمّ القاتل داخل المؤسسات الأسباب والعلاج
عضو مجلس الشيوخ بسوهاج: زيارة الرئيس السيسي وماكرون للعريش رسالة قوية لدعم الدولة المصرية وإنسانيتها
وكيل ”تعليم البحيرة” يتابع العملية التعليمية بمدارس إدكو ويشدد على تنفيذ القرارات الوزارية
بعد وفاة أسامة البسيوني.. نكشف كواليس اللقاء الأخير بين الوزير والمدير
رسميا محافظ القليوبية يعتمد حركة تعيينات مديرية ووكلاء الإدارات التعليمية
وزير التعليم يستقبل رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الألمانية لبحث إنشاء 100 مدرسة مصرية ألمانية
وأما هبة خالد الطالبة بكلية التمريض، فأشارت إلى أن إعلان فرنسا دعم البحث العلمي في مجالات الصحة "هو بداية تعاون حقيقي يمس حياتنا اليومية كطلاب وكمهنيين مستقبليين".
وأكد مروان دياب بكلية الحقوق أن حديث ماكرون عن "أهمية سيادة القانون والتفاهم بين الثقافات" كان انعكاسًا لما يدرسه الطلاب داخل الكلية، مضيفًا: "كنا جزءًا من مشهد يُجسد الدبلوماسية العملية".
وشدّد خالد أحمد على أن حضور ماكرون ومشاركته للطلاب الحوار يعكس "احترامًا حقيقيًا لدور الجامعة في صياغة المستقبل، وليس مجرد زيارة بروتوكولية".
الطالبة سما أحمد طه بكلية التربية للطفولة المبكرة اعتبرت أن إشادة ماكرون بجيل الشباب "دفعة قوية لنا للاستمرار في البحث والابتكار"، فيما قالت نور وليد إن "ماكرون أعاد تعريف دور الطالب، ليس كمُتلقٍ بل كصوت يُصغى إليه".
جدير بالذكر أنه على هامش الزيارة تم توقيع 42 اتفاقية تعاون بين الجامعات المصرية والفرنسية، منها 30 برنامجًا مشتركًا يمنح شهادات مزدوجة، مع توسع كبير في فرص التبادل الأكاديمي والمنح الدراسية، وتأسيس الحرم الجديد للجامعة الفرنسية في مصر.
واختتم ماكرون خطابه بالتأكيد على أن "الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الإنسان، وأن المستقبل يُبنى بالابتكار لا بالاستهلاك". وهي كلمات لاقت صدى واسعًا بين الطلاب، الذين رأوا فيها إعلانًا واضحًا لمرحلة جديدة من التعاون تقوم على الثقة والإيمان بالعلم.
إن جامعة القاهرة، بحضورها العريق وشبابها الواعد، أثبتت مجددًا أنها ليست فقط منارة للتعليم، بل قلب نابض للحوار العالمي والتغيير الحقيقي.